العلاقات الكردية العربية التركية في ظل الحضارة الإسلامية

In آراء, نشاطاتنا

العلاقات الكردية العربية التركية في ظل الحضارة الإسلامية

ا.د إبراهيم محمد علي مرجونة

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية

تقومُ العلاقاتُ الكرديةُ–العربيةُ–التركيةُ المتشكلةُ وفق ثقافةِ إسلامِ العصورِ الوسطى بدورٍ بالغِ الأهميةِ في تَطَوُّرِ الواقعِ الكرديّ. ونخصُّ في ذلك الفترةَ ما بين القرنَين السابعِ الهجري والحادي عشر الميلادي. فكياناتُ الدولةِ–السلطةِ متجسدةً في الإمارات، وكياناتُ المجتمعِ المدنيِّ المبنيةِ على دعامةِ الطرائقِ الصوفية، والتي ظهرَت جميعُها بتأثيرِ الثقافةِ الإسلاميةِ العربيةِ في ظلِّ العلاقاتِ العربيةِ–الكردية؛ قد أدت إلى عيشِ الكردِ تطوراتٍ مهمةً على دربِ التحولِ إلى شعبٍ وقومٍ وأمة (ثمة فوارقٌ بسيطةٌ جداً بين المصطلحاتِ الثلاثة). هذا وشُوهِدَت تطوراتٌ مماثلةٌ في العلاقاتِ الفارسيةِ–الكرديةِ أيضاً خلال القرونِ التي تَسبقُها. وكنا قد تناولناها على شكلِ مسودة. أما العلاقاتُ الكرديةُ–التركيةُ المتناميةُ في هذه المرحلة، فقد تحولت إلى علاقاتٍ استراتيجيةٍ أكثر أهمية، وخاصةً على صعيدِ حفاظِ كِلا الشعبَين على وجودِهما. ([1]

 ومع تتبع تاريخ الكرد ومواضع التوطن وقيام الكيانات المستقلة التى صاحبها علاقات متنوعة تنم عن قراءة الواقع التاريخي بشكل جيد وامتلاك رؤية سياسية متميزة تبين أن بداية ظهور الكرد كان فى إقليم الجبال، واستوطنوا فى الأجزاء الجبلية([2])، وانتشر الكرد فى مناطق عديدة فى فارس، وكونوا ما يقرب من مائة حى خاص بهم([3]) وسكن بعضهم فى مناطق عديدة من الموصل([4]) وديار بكر وديار ربيعة، ومن أبرز صفاتهم القوة الحربية والشجاعة([5]).

كذلك سكن الأكراد السلاسل الجبلية العالية فى أرمينية وفى أجزاء متعددة من أذربيجان([6])، بالإضافة إلى انتشارهم فى مناطق شتى من العراق القديم، والأهواز، إيران القديمة وغيرها من المناطق الكثيرة الأخرى.

واعتمد الأكراد على الرعى بشكل أساسى ورئيسى؛ فكانوا يخرجون إلى المراعى فى الشتاء والصيف، وعمل بعضهم أيضاً فى الزراعة([7]) والشئ اللافت للنظر أن اسم الأكراد لم يرد بصورة مستقلة فى الممالك الفارسية القديمة، ومن الممكن أنهم كانوا ضمن مقاطعات أرمينية([8])، ثم أعقب ذلك انتشارهم فى مناطق عديدية، أغلبها المناطق الجبلية بشكل أساسى منذ بداية ظهورهم([9])، ووجدت إشارة للفظ كردى على مصطبة حجرية سومرية نقش عليها لفظ “كردا” Karada، كذلك أطلق على المهاجرين الإيرانيين الذين هاجروا شمال النهرين لفظ “بيت قردو” وكلمة كرد تحريف لبيت قردو([10]).أما عن معنى كلمة كرد فقيل إنها تعنى الذئب*، وهى بذلك تدل على طبيعة بلاد الأكراد الجبلية، وتظهر أن هذه البلاد كانت مأوى للذئاب قبل أن يقطنها الأكراد([11])، وقيل إن كرد أصلها فارسى وتعنى شجعان وأبطال وهى صفات اتصف بها الأكراد منذ ظهورهم([12])، وظهرت في ميافارقين(سيلوان) وديار بكر الإمارة أو السلطنة أو الدولة المراوانية الكردية التي أحدث حراك تاريخي منذ ظهورها ورسمت صورة منمازة من العلاقات الخارجية الحربية منها والدبلوماسية وغيرت خريطة الخلافة والمشرق الإسلامي آنذاك وكان لها حضورها المؤثر والمهم هذا بجانب المشاركة في صناعة القرار.

الدولة المراونية الكردية[373هـ-446هـ / 983م-1054م]: قامت الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية في منطقة ديار بكر ، وظهرت في ميافارقين(سيلوان) ([13]) وكانت هناك مدن كثيرة تابعة لديار بكر منها (طنزة وهي بلد بالقرب من جزيرة ابن عمر – أسعرد – حيزان – وحصن الزوق – حصن كيفا – أرزن – فاقان – ديار ربيعة) ، وغيرها من المدن الأخرى([14]).

وقد كانت آمد ، وميا فارقين ، ورأس عين من ضمن أملاك الدويلة الدوستكية – المروانية وتعد ميافارقين من أشهر مدن ديار بكر([15]) ، وعرف عن هذه المناطق تعدد مزاياها، وخيراتها وقد قال الشاعر لمن يبحث عن الخيرات :

بآمـد مـرة وبـرأس عيـن وأحيـانـاً بمـيـافـارقـيـنا([16])

وسكن الأكراد هذه المناطق ، وأحسنوا استغلالها حيث زرعوا في المناطق السهلية،  والأودية ، وقاموا بالرعي في المناطق الجبلية ، وهذه المناطق أمدتهم بالكثير من الخيرات([17]).

وقد دخلت هذه المناطق في الإسلام منذ وقت مبكر في عهد الخليفة (عمر بن الخطاب) عندما أرسل قائده (عياض بن غنم) لفتح الجزيرة عام 18هـ/639م وبعد انتهاء عياض من فتح الجزيرة استطاع أن يفتح آمد بغير قتال ، واستعصت عليه ميافارقين في بداية الأمر ، لكنه فتحها بعد قتال ، ثم واجه صعوبة في فتح رأس العين ففتحها القائد (عمير بن سعد) والي عمر بن الخطاب علي الجزيرة ولم يأت عام 21هـ/641م إلا وكانت معظم ديار بكر،  وديار ربيعة قد أسلمت([18]) ، وأقبل الأكراد الموجودون في هذه المناطق علي الدخول في الإسلام ، لأنهم وجدوا أن في هذا الدين ما يتفق معهم ، وقد جذبتهم إليه مبادئه ، وتعاليمه السمحة([19]) .  وظل الأكراد الدوستكيون – المروانيون مقيمين في هذه المناطق حتى أقاموا دويلتهم المستقلة فيها.

العلاقات الكردية العربية :علاقة الدولة المراونية الكردية بالخلافة العباسية : قامت الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية علي يد (باد بن دوستك الكردي) الذي استقل بديار بكر ، ثم أخذ يتوسع ، ويضم البلاد فخضعت ميافارقين، وآمد لحكمه ثم تلتها الموصل وحاول الوصول إلي بغداد([20]).تلك السياسة أغضبت الخلافة العباسية ولكن زمام الأمور كان قد انفلت من يدها نتيجة حالة الضعف التي كانت تعاني منها وكثرة نزاعاتها مع البويهيين والدولة البيزنطية([21]).

وأصبحت العلاقات بين باد بن دوستك والعباسيين ، سيئة وكانت تزداد سوءاً كلما حاول باد بندوستك أن يزيد من توسعاته الخارجية([22]) وعلي الرغم من سوء العلاقات إلا أن الطرفين لم يدخلا في حرب ضد بعضهما([23]) ، والسبب في ذلك أنه واكب ازدياد وقوة باد ضعفاً في قوة العباسيين، وقد دخلت العلاقات طوراً جديداً في أواخر أيام باد بن دوستك حيث تحسنت العلاقات بين الطرفين ثم قتل باد بن دوستك وخلفه أبو علي حسن بن مروان الكردي عام 380هـ/990م([24]).

وقد تميزت العلاقات علي عهد الأمير أبي علي حسن بن مروان الكردي بكونها علاقات طيبة فأعترف الأمير الكردي بالخليفة العباسي الطائع ومن بعده القادر بالله وبالتالي نال تأييد واعتراف الخليفة العباسي به([25]) وطوال فترة حكم الأمير أبي علي حسن بن مروان الكردي لم يحدث ما يعكر صفو العلاقة بين الجانبيين([26]) وساعد علي ذلك ازدياد قوة الأكراد وإزدياد ضعف الخلافة العباسية مما جعلها لا تدخل في صراعات مع الأكراد من بني مروان ولقد لقي الأمير أبو علي حسن بن مروان الكردي حتفه عام 387هـ/997م بعد فترة حكم دامت سبع سنوات وحملت جثته ودفن في أرزن([27]) وجلس بعده علي عرش الدويلة الدوستكية المروانية الكردية أخوه ممهد الدولة المرواني الكردي([28]).

وقد بني ممهد الدولة المرواني سياسته علي كسب تأييد القوي الخارجية المحيطة به حتى يأمن حدوده ويخلق نوعاً من الاستقرار الداخلي وكان من بين هذه القوي الدولة العباسية التي أرسل إليها بمجرد توليه مقاليد الحكم معلناً اعترافه بالخليفة العباسي القادر بالله وولاءه له فما كان من الخليفة العباسي إلا أن أرسل إليه وفد من قِبل الخلافة يقدم له التهاني ويعترف به وبدويلته الكردية([29]).

وظل ممهد الدولة المرواني طوال فترة حكمه يحافظ علي حسن علاقته مع العباسيين ويرسل لهم الهدايا ويتقبلها منهم ويخطب لهم علي المنابر([30]) وجاء من بعده الأمير أبو نصر أحمد بن مروان وسار علي نفس الدرب وربط نفسه بعلاقة حميمة مع الخليفة العباسي القادربالله([31]).

وعندما نهض الأمير أبو نصر أحمد بالأمه الكردية وعلا شأنها أنعم عليه الخليفة العباسي القادر بالله بلقب نصر الدولة وذلك عام 403هـ/1012م([32]) وخلع عليه الطوق والسوار وأقره علي كل ما يملك من ديار بكر وميافارقين وآمد وغيرها من البلاد الأخرى([33]).

وقد صار خلفاء الأمير أبو نصر أحمد علي نهج سابقيهم من ولائهم للعباسيين حتى انفرط عقد هذه الدويلة وانهارت علي يد السلاجقة ودانت للسلطان السلجوقي ملكشاه منذ عام 479هـ/1086م([34]) .

غاية القول : أن هذه الدويلة كانت تحافظ علي علاقاتها مع العباسيين طوال فترة حكمها باستثناء فترة بداية حكم الأمير باد بن دوستك الكردي ، وقد بادلتها الدولة العباسية نفس العلاقة الطيبة ، وكانت ساعد أيمن للخلافة العباسية وأمتلكت سياسات الدول الكبار وتميز الكرد بإمتلاك الرؤية السياسية.

 علاقة الدويلة الدوستيكة المروانية الكردية مع الحمدانيين :كانت الري وأصبهان والجبل والموصل وأجزاء من ديار بكر وديار ربيعة بيد الحمدانيين قبل قيام الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية([35]) وكانت علاقة سيف الدولة الحمداني مع الأكراد الموجودين في آمد وميافارقين علاقة طيبة ففي سنة 349هـ/960م استخدم أراضيهم في محاربة الروم وجند بعضهم معه في تلك الحرب([36]).

وحاول (نجا) غلام (سيف الدولة الحمداني) الاستيلاء علي ميافارقين وتسليمها إلي معز الدولة البويهي وكان ذلك عام 353هـ/964 لكنه هزم ولم يستطيع السيطرة عليها ، واشترك الأكراد الموجودون في ميافارقين في الدفاع عنها([37]) ثم عادت العلاقات إلي سابق عهدها ، وظلت كذلك إلي أن ظهر باد بن دوستك وجمع الأكراد من حوله ، وحاول أن يقيم لهم دويلة مستقلة فقد تغيرت العلاقات وساءت لأن باد بن دوستك اتصل بحاكم دمشق عام 372هـ/982م ويدعي بكجور وكان بكجور هذا غلاماً لدي أبي المعالي بن سيف الدولة الحمداني بحلب وخرج عليه وتمرد وتولي دمشق بمساندة الخليفة الفاطمي العزيز بالله فراسل باد بن دوستك ، وسانده في قيام دويلته([38]) وازدادت العلاقات سوءاً بعد قيام الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية وتفضيل باد للبويهيين في أغلب الفترات علي الحمدانيين([39]) وعندما أراد باد بن دوستك التوسع في الموصل اصطدم ببقايا الحمدانيين الموجودين في الموصل أثناء تتبعه لسعد بن محمد الحاجب القائد من قبل البويهيين لأنهم انضموا لجيش سعد الحاجب ودخل معهم في حرب وانتصر عليهم([40]).

واستغل باد بن دوستك ضعف قوة الحمدانيين وانهيارهم وبدأ يوسع أملاكه علي حسابهم([41]) وتوترت العلاقات بين الطرفين ، وبدأ الحمدانيون يتحينون الفرصة من أجل الإنقضاض علي باد ومحاربته وبعد محاولة باد بن دوستك الإستيلاء علي الموصل للمرة الثانية تجهيز الحمدانيين من أجل مواجهته([42]) وطلبوا المساعدة والمساندة من بني عقيل والبويهيين 377هـ/987م([43]).

وبعد موت صمصام الدولة البويهي طمع أبو طاهر وأبو عبد الله أولاد ناصر الدولة الحمداني في ديار بكر لأنهما أرادا كسب أملاك جديدة لهم علي حساب باد بن دوستك([44]) وأعدوا جيشاً ودخلوا في حرب مع باد بن دوستك ، وأثناء المعركة سقط باد بن دوستك من علي فرسه وقتل في المعركة وبعد موته انتقل الحكم إلي ابن أخته الأمير أبي علي حسن بن مروان الكردي([45]).

وقد طمع الحمدانيون في بلاد باد بن دوستك بعد قتله ، ولكن الأمير أبا علي حسن بن مروان الكردي كان قد رتب أموره سريعاً ، ودخل حرب معهم انتصر فيها ووقع أبو عبد الله بن حمدان أسيراً لديه في هذه المعركة فأكرمه الأمير أبو علي وأحسن إليه ، وأطلق سراحه ، فذهب إلي أخيه أبي طاهر بن حمدان ، وأشار عليه بمصالحه الأمير أبي علي الكردي ولكنه رفض واقنع أخاه بضرورة الحرب مع الأمير أبي علي الكردي ، وبالفعل دخلوا في حرب للمرة الثانية مع الأمير أبي علي الكردي فهزمهم الأمير مرة أخرى ووقع أبو عبد الله بن حمدان أسيراً وفي هذه المرة أساء إليه وسجنه ولم يفرج عنه إلا بعد توسط الخليفة الفاطمي العزيز بالله في مصر([46]).

وقد دخلت العلاقات بين الطرفين مرحلة جديدة ومهمة حيث أراد الأمير أبو علي الكردي أن ينهي صراعاته مع الحمدانيين ويأمن من جانبهم ففكر في زيجة تضمن له هذا الأمر فخطب ست الناس بنت الأمير سعد الدولة شريف بن سيف الدولة الحمداني ودفع لها مائتي ألف درهم وشرط أن يدخل بها في آمد([47]).

وهذه الزيجة ستضمن انتقال العلاقات بين الطرفين إلي مرحلة سليمة وتعطي نوعاً من التضامن وتبادل العلاقات بين الطرفين([48]) ولكن الأمور لم تسر كما رسم لها الأمير أبو علي الكردي حيث حيكت مؤامرة داخلية للقضاء عليه خوفاُ من ازدياد نفوذه بهذه الزيجة وقتل الأمير أبو علي سنة 387هـ/997م([49]).

وعندما ملك الأمير ممهد الدولة سعيد زمام الأمور في الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية سار علي نهج أخيه الأمير أبي علي الكردي من حيث توطيد علاقته مع الحمدانيين ، وذهب إلي الأمير سعد الدولة ابن سيف الدولة الحمداني وتزوج ست الناس ابنته علي مهر أخيه الذي دفعه قبل موته ، ودخل بها في ميافارقين وضمن حسن الجوار والعلاقة مع الحمدانيين عن طريق هذه المصاهرة فلم يحدث طوال فترة حكمه ما يعكر صفو العلاقة بينه وبين الحمدانيين([50]).

وبعد مقتل الأمير ممهد الدولة سعيد وانتقال الأمر إلي الأمير أبي نصر أحمد بن مروان الكردي اتبع نفس السياسة السابقة حتى يحفظ أمن واستقرار دويلته الكردية([51]) ويخلق نوعاً من التحالفات عن طريق المصاهرة فتزوج بنت أحد الأمراء الحمدانيين وبعد تلك الفترة ظلت العلاقات التي تربط الحمدانيين والدوستكيين المروانيين الأكراد طيبة([52]) يميزها الود والوئام حتى زوال الدويلة الكردية علي يد الأتراك السلاجقة وساعد علي حفظ التوازن بين الحمدانيين والأكراد الدوستكيين – المروانيين قوة الأكراد  وضعف اضمحلال وانهيار الحمدانيين([53]).

 علاقة الدويلة الدوستكية المروانية الكردية مع عرب بني عقيل :([54]) ظلت العلاقات بين بني عقيل وحكام الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية طيبة ، ولم يحدث شيء يعكر صفو العلاقة بين الطرفين ، وحاول الأمير أبو نصر أحمد بن مروان الكردي الذي جاء بعد مقتل ممهد الدولة أن يقوي العلاقة أكثر ويجعلها تأخذ شكلاً من أشكال التحالف عن طريق المصاهرة فتزوج من ابنة شرف الدولة قرواش بن المقلد العقيلي وذلك عام 410هـ/1019م وبني لها منزلاً خاصاً بجانب القصر([55]).

وكان الأمير أبو نصر أحمد بن مروان قد استطاع أن يسترد معظم نصيبين ويضمها إلي أملاك دويلته([56]) فجمع بدران بن المقلد العقيلي جيشاً من بني عقيل والعرب وأراد الدخول في حرب مع الأمير أبي نصر أحمد من أجل الإستيلاء علي نصيبين ، وكان بدران هذا علي خلاف مع أخيه شرف الدولة فلم يراع علاقة المصاهرة التي تربط أخاه بالأمير أبي نصر أحمد ودارت الحرب عام 419هـ/1028م وانتصر بدران علي الأمير أبي نصر أحمد فأرسل مدداً إلي جيشه فهزم للمرة الثانية فسير ثلاثة آلاف فارس مدداً آخر إلي جيشه ، فاستطاعوا بذلك أن يلحقوا الهزيمة ببدران وجيشه وطاردهم إلي خارج نصيبين([57]).

– علاقة الدولة المراونية الكردية مع الأتراك السلاجقة

غارات الغز الترك علي ديار بكروميافارقين  : تعرضت ديار بكر إبان حكم الأمير أبي نصر الدولة أحمد لغارات سلب ونهب وقتل من قبل الغز الأتراك وكان أول هجوم لهم عام 433هـ/1041م فعاثوا فساداً في نصيبين وميافارقين واستطاع الأمير أبو نصر أحمد صدهم بصعوبة([58]) وكان هناك مجموعة من الغز موجودة في منطقة الجزيرة وكان عليهم قائد يدعي (ناصفلي) فراسله (سليمان بن الأمير نصر الدولة المرواني) وعرض عليه الصلح([59]) وطلب منه البقاء لإنتهاء موسم الشتاء ليهاجموا الشام سوياً فوافق (ناصفلي) وكان (سليمان) يكسب وقتاً حتى جاءت له القوات المساندة من قرواش حاكم الموصل ، وأعد سليمان وليمة دعا إليها القائد (ناصفلي) فلما وصل إليه قبض عليه وأودعه السجن ،فلما علم قرواش بذلك أعد جيشاً كثيفاً واشترك معه أكراد البشنويه ودارت حرب حامية الوطيس حاول الغز خلالها أن يتركوا ما غنموا مقابل أن يأمنوهم ويتركوهم يرحلون ولكن الأكراد رفضوا وظلوا يقتلون في الغز حتى رحلوا بعد تكبدهم خسائر فادحة([60]).

وقد عاود الغز الهجوم علي ديار بكر وجزيرة ابن عمر وسلبوا ونهبوا الكثير وكان ذلك عام 343هـ/1042م([61]) وتصدي لهم الأكراد وزعيمهم الأمير أبو نصر أحمد فرحلوا إلي الموصل ، وعمل الغز بأهل الموصل أعمالاً شنيعة من نهب المال هتك الأعراض وقتل الرجال. واستطاع قرواش في نهاية الأمر التصدي لهم وهزمهم بصعوبة شديدة فمدحه الشعراء بهذا المفتح وممن مدحه ابن شبل قائلاً :

يأبي الذي أرست نزار بيتها في شامخٍ من عزة المتخير([62])

وحاول الأمير أبو نصر أحمد أن ينهي صراعه معهم عن طريق طلبه منهم مغادرة البلاد وعدم العودة إليها في مقابل أن يطلق سراح قائدهم (ناصفلي) ويعطيهم مبلغاً من المال قدره خمسون ألف دينار وبالفعل تم ذلك([63]).

وبذلك انتهي خطر الغز علي ديار بكر بعدما عانت كثيراً من عنفهم وهمجيتهم فتشتت شمل جيش الغز وتمزقت صفوفهم وعاد الأمن والاستقرار إلي الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية في ظل أميرهم أبي نصر أحمد بن مروان الكردي([64]) ، الذي حكم لمدة ثلاثة وخمسين عاماً لم يروعة فيها مروع ولا عدوٌ إلا من قائدين من الغز هما ( ناصفلي وبوقا)([65]).

علي ضوء ذلك : يكون الأمير أبو نصر أحمد قد استطاع أن يقضي علي خطر الغز باتباعه طريقتين الأولي هي الحرب والخدعة والثانية هي الدبلوماسية والحنكة فبعد حربهم تصالح معهم ودعاهم إلي ترك البلاد حتى يعود الأمن والآمان إليها.

 العلاقات الكردية والتركية السلجوقية والجهاد ضد الروم :  فقد هاجم الروم مدينة أرزن وميافارقين عام 331هـ/942م وسبوا وأحرقوا الكثير فحاول أهلها ومن بينهم الأكراد التصدي لهم وبالفعل عاد الروم عن هاتين المدينتين ولكن بعد أن عانتا منهم الكثير من السلب والنهب([66]).

وتعدد هجمات الروم علي المشرق الإسلامي ومن بينهما هجومهم علي آمد عام 355هـ/965م وحاصروها([67]) وقتلوا وأسروا الكثير من سكانها ثم انصرفوا عنها وساروا إلي نصيبين([68]) فهرب أهلها إلي الجزيرة والشام وظل الرومان مدة طويلة يقاتلون في هذه المناطق ولما استعصت عليهم عادوا إلي بلادهم بعد ما غنموا غنائم كثيرة([69]).

وظلت الأمور تسير علي هذا الشكل حتى قامت الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية علي يد باد بن دوستك الكردي الذي حسن علاقته مع الروم وارتبط معهم بمعاهدة حتى يضمن عدم مهاجمهتم لبلاده ويأمن شرهم([70]) وبهذه المعاهدة قويت العلاقات بين الطرفين وأصبحوا شبه أصدقاء،واستقرت الأوضاع في ديار بكر طوال فترة حكم باد بن دوستك الكردي ولم تهجم الروم علي بلاده ومردود ذلك إلي المعاهدة التي عقدت بين الطرفين وذلك بفضل قوة بأس باد وشدته([71]) ودخلت العلاقات مرحلة جديدة علي عهد أبي علي حسن بن مروان الكردي الذي خلف خاله باد بن دوستك في حكم الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية([72]).

فقد أرسل الروم وإمبراطورهم (بسيليوس البيزنطي) حملة عسكرية إلي عدة مدن وهي مدينة أخلاط([73]) ومنازخرد([74]) وأرجيش([75]) وبركري([76]) وحاصروا هذه المدن([77]) وحدث هذا الهجوم عام 382هـ/992م وصمد سكان هذه المدن أمام حصار الروم وراسلوا الأمير أبا علي حسن بن مروان الكردي للاستنجاد به([78]) فأعد جيشاً وقصد بلادهم([79]).

وعندما وصل الأمير أبو علي الكردي إلي القوات الرومية المحاصرة دخل معهم في حرب حقق النصر فيها وألحق بجيش الروم خسائر فادحة() وعلي أثر إخفاق الجيش الرومي البيزنطي في إحراز النصر في حملته وانتصار الأمير أبو علي الكردي رغب الجانبان أن يتبعا السياسة السليمة القائمة بين الدولتين منذ عهد الأمير باد بن دوستك الكردي([80]).

وعلي ضوء ذلك تم التصالح بين الطرفين وعقدت هدنة لمدة عشرة سنوات وعاد ملك الروم إلي بلاده ، واستقرت الأوضاع بداخل الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية([81]) وساعدت هذه الهدنة علي تأمين الجبهات الشمالية للدويلة وخلق علاقات سليمة بين الطرفين([82]).

وهكذا هدأت الأوضاع علي عهد الأمير أبي علي بن مروان الكردي كما كانت علي عهد سلفه الأمير باد بن دوستك من قبل وظلت كذلك حتى اغتيال الأمير أبي علي حسن بن مروان عام 387هـ/977م وتولية أخيه ممهد الدولة سعيد خلفاً له ومن ثم راسله الملوك والخليفة في بغداد والبويهيون يعلنون اعترافهم به ودويلته وأرسل إليه الخليفة الفاطمي في مصر التحف والهدايا معلناً اعترافه هو الآخر به وبدويلته([83]).

وقد أعلنت الدولة البيزنطية اعترافها هي الأخرى بممهد الدولة دويلته الكردية ، وأكدت التزامها بتنفيذ هدنة 382هـ/992م ، والمحافظة علي صفو العلاقات بين الطرفين([84])، هذا ، وقد عقد ممهد الدولة سعيد الكردي اجتماعا مع (الإمبراطور البيزنطي باسيل) عام 390هـ/1000م ، وذلك عندما خرج باسيل ملك الروم إلي آمد وميافارقين وطلب مقابلة ممهد الدولة([85]) وتم خلال هذه المقابلة تجديد التحالف بين البلدين([86]) ومناقشة مسألة الحدود التجارية ووقعا علي هدنة كانت بمثابة تمديد لهدنة 382هـ/992م([87]) وظلت الأوضاع مستقرة حتى مقتل الأمير ممهد الدولة الكردي.

وإبان فترة حكم الأمير أبي نصر بن مروان الكردي حافظت الدولة البيزنطية علي العلاقات الحميمة والطيبة مع الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية([88]) وأرسلت رسلاً بالتهنئة والهدايا للأمير أبي نصر أحمد علي توليه مقاليد الحكم([89]).

وبعد فترة تغير العلاقات بين الطرفين وحدث خلاف بين الأمير أبي نصر أحمد والروم كان سببه مدينة الرها التي كان يحكمها رجل من بني نمير يسمي عطيراً فلما أساء إلي أهلها راسلوا الأمير أبا نصر أحمد ليسلموه المدينة وبالفعل ذهب إليهم بجيش وتسلمها ثم عفا عن ابن عطيراً وأعطاه نصف المدينة وكان ذلك عام 416هـ/1025م([90])، وفي نفس العام راسل ابن عطيراً أرمانوس ملك الروم وباع حصته من الرها مقابل عشرين ألف دينار ، وعدة قري وحضر الروم وتسلموا برج ابن عطير وبذلك ساءت العلاقات بين الطرفين([91]).

وقد عادت العلاقات إلي سابق عهدها بتجديد الهدنة بين الطرفين البيزنطي والأمير أبي نصر أحمد ولم يعكر صفوها إلا اشتراك الروم مع ابن وثاب النميري الذي كان يحكم بعض المناطق في الرها في حملة أعدها سنة 426هـ/1034م للهجوم علي بلاد الأمير أبي نصر أحمد الكردي ، ووصل إلي بلاد الأمير ونهب وخرب الكثير فجمع الأمير أبو نصر أحمد قومه من حوله واستنجد بقرواش حاكم بني عقيل فعندما وجد ابن وثاب النميري أنه لا قبل له بجيش الأمير عاد إلي بلاده([92]).

وإزاء هذه الصراعات تغيرت العلاقات بين الدولة البيزنطية والأمير أبي نصر أحمد الكردي وساءت وتوترت([93]) وأرسل الأمير أبو نصر احمد إلي ملك الروم عام 426هـ/1034م يعاتبه علي نقض الهدنة والصلح الذي كان بينهما فوردت رسل الروم تعتذر إلي الأمير أبي نصر وتحمل معها الهدايا وتجدّد الهدنة وتدعوا إلي السلم([94]).

وعندما ظهر رجل في( مدينة  رأس عين) يدعي الأصفر الثعلبي عام 439هـ/1047م وادعي أنه من المذكورين في الكتب وجمع خلقاً كثيراً من حوله وقصد بلاد الروم، وقتل ، وسلب الكثير فما كان من ملك الروم إلا أن أرسل إلي الأمير أبي نصر قائلاً ” إنك عالم بما بيننا من الموادعه وقد فعل هذا الرجل هذه الأفاعيل فإن كنت رجعت عن المهادنة فعرفنا لندبر أمرنا بحبسه” فأرسل الأمير من يقبض علي الأصفر الثعلبي وبعد القبض عليه أودعه السجن وبهذه الفعلة تحسنت العلاقات من جديد مع الدولة البيزنطية ([95]). ولقد ازدادت هذه العلاقات بين الطرفين تحسناً عندما استعان الإمبراطور البيزنطي (قسطنطين العاشر) عام 441هـ/1049م بالأمير أبي نصر احمد ليبذل مساعيه الحميده لدي السلطان السلجوقي (طغرلبك) كي يطلق سراح الأمير الجورجاني “ليباريت”([96]) الذي أسر أثناء حرب إبراهيم ينال السلجوقي علي الروم فأرسل الأمير أبو نصر احمد شيخ الإسلام ويدعي أبو عبد الله بن مروان في هذا الأمر إلي السلطان السلجوقي (طغرلبك) فأجابه السلطان إلي ما أراد وأطلق سراح الأمير الجورجاني بدون فديه([97]) وظلت العلاقات طيبة بين الطرفين حتى خضعت الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية للسلاجقة وخطب للسلطان السلجوقي في ديار بكر ، وأصبحت الدويلة الكردية تابعة للسلاجقة بداية من عام 446هـ/1054م([98]) وظلت كذلك إلي أن سقطت انهارت وتم الإستيلاء عليها علي يد السلطان السلجوقي ملكشاه في عام 479هـ/1086م([99]).علي ضوء ما سبق يفهم أن حكام الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية كانوا ينهون صراعاتهم مع الدولة البيزنطية بعقد هدنة تحفظ لهم أمن واستقرار دويلتهم وتمنع الروم من مهاجمتهم.

وكان الكرد أصحاب دور محوري في إعادة هيكلة خريطة العالم فقد كان السلطانُ ألب أرسلان من أسرةِ الأوغوز السلجوقية، والحائزُ على لقبِ السلطانِ من الخليفةِ العباسيّ، يبحثُ عن حليفٍ له في كردستان، كي يفتحَ أبوابَ الأناضول. كان يُبرمُ العلاقاتِ مع الإماراتِ والقبائلِ الكرديةِ القويةِ في عهدِها، استعداداً لمعركةِ ملازكرد عامَ 1071. ونتيجةً لذلك، فقد عثرَ على الحلفاءِ الذين بحثَ عنهم لدى السلطنةِ المروانية، التي تَتَّخِذُ من ميافارقين (سيلوان) مركزاً لها. وجمعَ من العديدِ من قبائلِ المنطقةِ قوةً تُساوي قواتِ قبيلتِه. إذن، وعلى عكسِ ما يُعتَقَد، فحربُ ملازكرد لَم تَخُضها القواتُ المجموعةُ من الأنسابِ التركيةِ فحسب ضد الإمبراطوريةِ البيزنطية. بل كانت معركةً مُوفَّقةً خاضتَها أيضاً قواتُ القبائلِ والإماراتِ الكرديةِ بكَمٍّ يُعادلُ تعدادَ القواتِ الأولى بأقلِّ تقدير. من هنا، فإذ ما حَلَّلنا معركةَ ملازكرد بمنوالٍ سديد، فسيُدرَكُ المنطقُ الاستراتيجيُّ الأساسيُّ الكامنُ في العلاقاتِ الكرديةِ–التركية. الوضعُ كالتالي باختصار: كان الكردُ بحاجةٍ إلى حلفاء أشداء للتمكنِ من الحفاظِ على وجودِهم وتطويرِه في وجهِ الغاراتِ الرومانيةِ والبيزنطيةِ الآتيةِ من الغربِ والشمال. وقد رأوا ذلك في القوى العربيةِ–الإسلامية. هذه الحاجةُ الأمنيةُ هي إحدى الدوافعِ الأوليةِ وراء اعتناقِهم السريعِ للإسلامِ بناءً على العلاقاتِ التي عقدوها مع القوى العربية إلى حين وفودِ الأنسابِ التركيةِ إلى المنطقة. وحاجةُ هذه الأخيرةِ إلى موطنٍ جديد، إما أنها كانت ستزجُّ بهم في حربٍ مع الكرد، صائرين بذلك قوةً محتلة؛ أو أنهم -في حالِ استحالةِ ذلك- كانوا سيشيّدون أماكنَ سكنٍ مستقرةٍ بعد الاتفاقِ مع الكردِ لدحرِ الإمبراطوريةِ البيزنطيةِ غرباً. هكذا خاضَ كِلا الطرفَين معركةَ ملازكرد بناءً على هذا المنطقِ الاستراتيجيّ. أي أنّ الحربَ كانت –بكلِّ تأكيد– معركةً مشتركةً بين الكردِ والأتراكِ في وجهِ الإمبراطوريةِ البيزنطية. نتائجُ هذه الحربِ ساطعةٌ جلياً: فقد فُتِحَت أبوابُ الأناضولِ أمام الأنسابِ التركية، ليبدأَ بذلك عهدٌ تاريخيٌّ جديد. في حين تَخَلَّصَ الكردُ من قوةٍ تاريخية مُعيقةٍ طالما قَمَعَتهم وفرضَت عليهم التراجعَ منذ قرونٍ عديدة. وقد أدى الإسلامُ وظيفةَ المؤونةِ المغذيةِ لهذه العلاقة. فالحربُ المشتركةُ المُخاضةُ تحت الكساءِ الإسلاميّ، كانت في واقعِ الأمر ترمي إلى حمايةِ وتطويرِ وجودِ كِلا الشعبَين اللذَين تطغى عليهما الخصائصُ القَبَلِيّةُ والعشائرية. وفشلُها في ذلك الحين كان سيعني فُقدانَ كِلا الشعبَين لوجودِهما، واضمحلالَهما. لكنّ التاريخَ الرسميَّ يُرجِعُ حربَ ملازكرد دوماً إلى عظمةِ السلطانِ التركيّ، مُخفياً بذلك جوهرَها. إنها حربُ الكردِ أيضاً بقدرِ الأتراكِ على الأقلّ. وعدمُ تدوينِ ذلك في التاريخِ الرسميِّ لا ينفي وجودَ واقعٍ كهذا.

كان سيبقى هذا المنطقُ سارياً إلى يومِنا الراهنِ في العلاقاتِ الكرديةِ–التركية، حتى ولو أَفسَدَته النزاعاتُ والصِّداماتُ بين الفينةِ والأخرى. حيث ستحافظُ هذه الاستراتيجيةُ الجديدةُ على مفعولِها مع استقرارِ الأتراكِ في دواخلِ بلادِ الأناضول. وستتذكرُ كِلتا القوتَين أنهما لَن تتمكنا من إحرازِ النجاحِ في لحظاتِ التاريخِ الحرجة، إلا عندما تتَحَرّكان معاً. ([100])

السلاجقة وإنهيار الدويلة الدوستكية المروانية الكردية : ظهرت القوة السلجوقية وتميزت بمهارتها العسكرية وقدرتها الحربية الفائقة واستطاعت أن تسقط أذربيجان ، وتقضي علي الدويلة الروادية الكردية بها عام 446هـ/1054م واتجهت صوب ديار بكر ، وكان بها الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية ، وعليها الحاكم أبو نصر بن مروان الكردي واكتفت بأخذ يمين الطاعة ، والولاء ، وأن يخطب الأمير أبو نصر بن مروان باسم السلطان السجلوقي طغرلبك([101]) وقد استطاع الأمير أبو نصر بن مروان الكردي أن يبعد خطر الاحتلال الفعلي لبلاده من قبل السلاجقة بحكمته وعقله وإرساله الهدايا إلي السلاجقة وظل كذلك حتى موته عام 453هـ/1061م([102]).

وبعد انتقال الحكم إلي نظام الدين قاسم ابن الأمير أبي نصر أحمد ازداد تدخل السلاجقة في شئون الدويلة الدوستكية – المروانية الكردية ، وقّلم السلاجقة أملاك هذه الدويلة وتوسعوا علي حسابهم وازداد خضوع الأكراد للسلاجقة([103]).ولم تستمر علاقة السلاجقة بالأكراد الدوستكيين المروانيين علي وتيرة واحدة بل كانت تتغير من حين لآخر وعلي حسب مقتضيات الأمور([104]) وأحياناً كان السلاجقة يجندون بعض الأكراد في جيشهم للاستفادة منهم في حروبهم وتوسعاتهم الخارجية([105]).

وقد هاجم السلاجقة ديار بكر عام 458هـ/1065م ونهبوا الكثير ، ولم ينسحبوا منها إلا بعدما دفع لهم الأمير نظام الدين قاسم مبلغ يقدر بثلاثمائة ألف دينار([106]) وعاود السلاجقة الهجوم علي ديار بكر رغم إعلانها الولاء والطاعة للسلاجقة وكانوا في كل مرة يحصلون علي مبالغ طائلة من الأموال مقابل الرجوع عن ديار بكر([107]) واشترك معهم أمير الموصل في هجوم عام 466هـ/1073م نهبوا خلاله آمد وديار بكر([108]).

وساءت الأوضاع في ديار بكر ومات الأمير نظام الدين قاسم عام 472هـ/1079م وخلفه ناصر الدولة منصور وحاول أن يستغل بعض الشيء من تبعيته للسلاجقة ، ويخطب باسمه بجوار اسم الخليفة([109]) فزاد هذا الأمر الأحوال سوءاً ودفع بالسلاجقة نحو الاستيلاء الكامل علي جميع ديار بكر.

وتجمعت الجيوش تحت قيادة فخر الدولة ابن جهير وزير السلاجقة الذي عمل من قبل وزيراً للدويلة الدوستكية – المروانية الكردية وبدأت المدن تسقط علي يديه المدينة تلو الأخرى بداية من عام 476هـ/1083م ولم يأت عام 479هـ/1086م حتى سقطت جميع ديار بكر وسلمت آمد وميافارقين إلي السلطان السلجوقي ملكشاه([110]) وبذلك خضعت هذه المناطق للسلاجقة وعن طريق وزيرهم شرف الدولة بن جهير([111]).السقوط الفعلي لهذه الدويلة يأتي بداية من عام 446هـ/1054م مع تبعيتها للسلاجقة وتلاه سيطرة كاملة من السلاجقة علي جميع ممتلكات الدويلة عام 479هـ/1086م.

ولم ينتهى دور الكرد مع سقطوط دولته في ميافارقين فكان الكرد شريك أصيل في معظم الأحداث التاريخية المهمة وظهر ذلك في معركةِ جالديران الدائرةِ عامَ 1514م ضد توسعِ إمبراطوريةِ السلالةِ الصفويةِ الإيرانية، كانت قواتُ الإماراتِ والقبائلِ الكرديةِ تزيدُ عدداً على الانكشاريين الموجودين في جيشِ السلطانِ ياووز سليم. وقد تُوِّجَت المعركةُ بالنصر جغرافياً وعسكرياً بناءً على التحالفِ العثمانيِّ–الكرديّ (البروتوكول الموَقَّعُ بين السلطان ياووز سليم وثمانيةٍ وعشرين بيكاً كردياً في أماسيا). وإذا وُضِعَ نفوذُ المماليكِ في أورفا وماردين نُصبَ العين، فسيُلاحَظُ أنّ معركةَ مرج دابق (بالقرب من حلب شمالي سوريا) أيضاً تتسمُ بطابعٍ مشابه. أما الإشارةُ إلى أنّ الدورَ الذي أدته كِلتا المعركتَين كان مهماً على الصعيدِ الاستراتيجيِّ من ناحيةِ وجودِ الكردِ واستقلالِهم، فهو أمرٌ واقعيٌّ وضروريٌّ إلى أبعدِ حدّ. وقد طَمَسَ التاريخُ الشوفينيُّ هذه الحقائقَ وحجبَها. لذا، فالأصحُّ هو النظرُ إلى الحروبِ الدائرةِ في أراضي كردستان في عهدِ السلالاتِ السلجوقيةِ والأيوبيةِ والعثمانيةِ على أنها حروبٌ غالباً ما خاضَها الكردُ ضد قوى الاحتلال. هذا وتندرجُ حربُ التحريرِ الوطنيةِ خلال أعوام 1920 و1922م ضمن هذه اللائحةِ أيضاً. ومَكسبُ الأتراكِ من هذه الحروب هو أنهم حظَوا بموطنٍ دائمٍ يأويهم في بلادِ الأناضول، وما كان لهم أن يَحظَوا به لولا الكرد. من هنا، لا يمكنُ تدوينُ تاريخِ وجودِ كِلا المجتمعَين بشكلٍ صحيح، ما لَم تُستَوعبْ ماهيةُ العلاقاتِ التي عقدَها الكردُ مع الأقوامِ والإماراتِ والسلطناتِ والأنسابِ التركية بمنوالٍ سليم. حيث ينبغي الفهم على أفضلِ وجهٍ أنّ الكردَ لَم يَقبَلوا بهذه الاستراتيجيةِ في علاقاتِهم مع الأتراك كي يتعرضَ وجودُهم إلى الخطرِ بالعنفِ العسكريّ أو بالانصهارِ في بوتقتِهم. بل لكي يُحافظوا على وجودِهم ويُنَمُّوه معاً بنحوٍ أقوى. ([112])

فعلى الجميع أن يدرك اهمية الأخر وقيمته ودوره في إحداث توازن دولي ويجب احترام حقوق وحريات وايدلوجية الكرد الذي دون التاريخ دورهم في البناء الحضاري وصد العدوان الخارجي على تنوعه ومد جسور من التعاون والعلاقات السياسية والحضارية مما اسهم في البناء الثقافي وتكوين الشخصية.

وفي الأخير فقد تنوعت الأسباب التى بُنيت عليها العلاقات الكردية العربية التركية في العصور الوسطى الإسلامية وأختلفت النتائج وأن أتت معظمها ايجابية حال التوحد مع الأمة الكردية وبقياس مؤشرات النجاح وجد أن معظم النجاحات عند الشدائد والمصائب كان بسبب ذهنيات العنصر الكردي المتواجد تحت مظلة الحضارة الإسلامية المتبع للقوى الإسلامية الموجودة محققا للنجاحات دون انتظار مردود نفسُ المنطقِ الاستراتيجيِّ يَسري أيضاً على الأتراكِ المتسمين بذهنيةٍ ذاتِ عمقٍ تاريخيٍّ ملحوظ. أما التصارع والعنصرية والنرجسية واقصاء الآخر وانكار دوره  إنما يعني الخيانةَ الكبرى بحقِّ كِل الثقافَات الاجتماعيتَة، وسيُفضي إلى خُسرانِ الجميع.

الهوامش:


([1])عبد الله أوجلان: مانيفستو الحضارة الديمقراطية ،المجلد الخامس: القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية

“دفاعاً عن الكرد المحصورين بين فكَّي الإبادة الثقافية”، ترجمَته من التركية: زاخو شيار،الطبعة الثالثة، مطبعة داتا سكرين ، لبنان ،2018، ص 90

([2]) ماركوبولو: رحلات ماركوبولو، جـ1، ترجمها إلى الإنجليزية وليم مارسدن، ترجمها إلى العربية عبدالعزيز جاويد، الطبعة الثانية، الهيئة المصرية العامة، القاهرة، 1990م، ص56 – 57.

([3])  الأصطخرى (أبو إسحق إبراهيم بن محمد الفارسى الكرخى) ت فى النصف الأول من القرن الرابع الهجرى، المسالك والممالك، تحقيق محمد جابر عبدالعال الحسينى، مراجعة محمد شفيق غربال، الإدارة العامة للثقافة، وزارة الثقافة والإرشاد القومى، الجمهورية العربية المتحدة، 1381هـ – 1961م، ص115.

([4])  ماركوبولو: المصدر السابق، جـ1، ص56.

([5])  ابن عباس (الحسن بن عبدالله محمد بن عبدالكريم بن عباس)، آثار الأول فى ترتيب الدول ،ص147.

([6])  ف.ف. مينورسكى: الأكراد ملاحظات وانطباعات، ترجمة وقدم له وعلق عليه معروف خزنة ذار، مطبعة النجوم، بغداد، سنة 1968، ص14.

([7]) الأصطخرى: المسالك، المصدر السابق، ص72.

([8]) ف.ف. مينورسكى: الأكراد ملاحظات، المرجع السابق، ص22.

([9])  ماركوبولو: المصدر السابق، جـ1، ص56 – 57.

([10])  حميد رضا جلائى بور: المشكلة الكردية، ترجمة وتقديم محمد علاء الدين منصور، سلسلة الدراسات الدينية والتاريخية، العدد 13، مركز الدراسات الشرقية، جامعة القاهرة، 2000م، ص 8 – 9.

(*) من الطريف أن هذه التسمية يطلقها الأتراك أيضا على الأسطورية فينسبون أنفسهم إلى الذئب الأغبر Grey Wolf  ويطلقونه على زعيمهم مصطفى كمال الملقب بأتورك (أى أبو الأتراك) ولا شك أن هذا مجرد تشابه أو توارد خواطر لأن الأكراد ليسوا أتراكاً كما سنرى فيما بعد.

([11])  عبدالمنعم ماجد: صلاح الدين الأيوبى، الهيئة المصرية العامة للكتاب، القاهرة، 1999م، ص45.

([12])  حميد رضا جلائى بور: المشكلة الكردية، المرجع السابق، ص10.

([13])  عبد الله أوجلان: مانيفستو الحضارة الديمقراطية ، القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية ص 90-94.

([14]). ابن الأثير : التاريخ الباهر في الدولة الأتابكية بالموصل ، تحقيق عبد القادر أحمد طليمات ، دار الكتب الحديثة ، القاهرة ، 1382-1963م ، ص 66.

([15]) السبكي (تاج الدين أبي نصر عبد الوهاب بن عبد الكافي) ت727-771هـ : طبقات الشافعية الكبري، تحقيق محمود محمد الطناخي ، عبد الفتاح محمد الحلو ، جـ3 ، الطبعة الأولي ، مطبعة عيسي البابلي ، القاهرة ، 1384هـ/1965م ، ص 206.

([16]) ابن خرداذبه : المسالك والممالك ، المثني ، بغداد ، العراق ، 1889 ، ص 95.

([17]) كي لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ترجمة بشير فرنسيس ، كوركيس عواد ، مؤسسة الرسالة ، بغداد ، 1936 ،  ص 40 ، 41 ، 43.

([18])البلاذري : فتوح البلدان ، تعليق رضوان محمد رضوان ، دار الكتب العلمية ، بيروت ، لبنان ، 1403هـ ، ص 180-182.

([19]) محمد أمين زكي : خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن ، ترجمة محمد علي عوني ، مطبعة السعادة ، القاهرة ، 1936م ، ص 129.

([20]) القلانسي (حمزة بن أسد بن علي بن محمد) ت470هـ/556هـ: تاريخ دمشق ، الطبعة الأولي ، تحقيق سهيل زكار ، دار حسان ، دمشق، 1403هـ /1983م ، ص 54.

([21]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 84.

([22]) القلانسي : ذيل تاريخ دمشق ، مطبعة الآباء اليسوعيين ، بيروت ، لبنان ، 11908م  ، ص 31.

([23]) زامباور : معجم الأنساب والأسرات الحاكمة في التاريخ الإسلامي ، أخرجه زكي محمد حسن ، سيده الكاشف وآخرون ، مطبعة جامعة فؤاد الأول ، القاهرة ، 1951م ، ص 59.

([24]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 121-122.

([25])                                                          Hugh Kennedy : OP .Cit ., P.264

([26]) محمد أمين زكي : دول وإمارات ، المرجع السابق ، ص 103.

([27]) أرزن : مدينة مشهورة قرب خلاط ولها قلعة حصينة وتقع هذه المدينة علي الضفة الغربية لنهر أو داد ويقال له سربط وقال عنها خسروا أنها مدينة عامة فيها أسواق حسنة وبساتين يانعه وتكتب أحياناً أرزنه ، راجع :  -ياقوت الحموى : معجم البلدان ، جـ1 ، ص 205.-كي لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص 144.

([28]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 77-78 .

([29]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 142.

([30]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 86.

 ([31]) محمد فتحي الشاعر : المرجع السابق ، ص 27.وكذلك : كليفورد .أ.بوزورث : المرجع السابق ، ص 87

([32])البدليسي : المصدر السابق ، ص 31.

([33])ابن الجوزي : المصدر السابق : جـ7 ، ص 262.

([34]) الأصفهاني : آل سلجوق ، ص 70 .

([35]) ابن الجوزي : المصدر السابق ، جـ 6 ، ص 288.وكذلك :  سامي الكيالي : سيف الدولة وعصر الحمدانيين ، المطبعة الحديثة ، حلب 1939م ،  ص 163.

([36])   محمد كرد علي : خطط الشام ، جـ 1 ، المطبعة الحديثة ، دمشق ، 1343هـ/1925م ، ص 219

([37]) ماريوس كافار : نخب تاريخية وأدبية جامعة لأخبار الأمير سيف الدولة الحمداني المتوفي سنة 356هـ/967م ، خزانة الكتب العربية ، الجزائر ، 1934م ، ص 257-258.

([38]) القلانسي : ذيل ، المصدر السابق ، ص 31.وكذلك : ابن الأثير ، الكامل ،  جـ5، ص449.

([39]) البدليسي : المصدر السابق، ص 30.

([40]) القلانسي : دمشق ، ص 54.

([41])                                                          Hugh Kennedy : OP .Cit ., P.262

([42]) ابن الأثير : الكامل ، جـ5 ، ص 485.

([43]) علي بيومي : المرجع السابق ، ص 24.

([44]) أبي شجاع : المصدر السابق ، جـ3 ، ص 176-177.

([45]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 57-58. ابن خلدون : تاريخ بن خلدون ، م4، ص 303-304.

([46]) ابن الأثير : الكامل ، جـ5 ، ص 484-485.

([47]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 72.

([48])                                                          Hugh Kennedy : OP .Cit ., P.262

([49]) ابن الأثير : الكامل ، جـ5 ، ص 485.

([50]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 80 .

([51]) ابن الأثير : الكامل ، جـ5 ، ص 486.

([52]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 121. وكذلك :  عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق  ، ص 244.

([53])                                                          Hugh Kennedy : OP .Cit ., P.262

([54]) بنو عقيل : ينتمي بنو عقيل إلي ذلك التجمع العشائري البدوي الكبير المعروف بتجمع (عامر بن صعصه) الذي كان يضم من بين ما يضمه بني خفاجه والمنتفك . وبنو عقيل هم من عرب الجزيرة العربية الوسطي أقاموا في بلاد الموصل في خدمة الحمدانيين ، وقبضوا علي زمام الأمور بعدهم إلي أن حارب (تتش السلجوقي) إبراهيم آخر أمرائهم وقتله بالقرب من الموصل سنة 1093م ( وأسم عقيل في الأصل يطلق علي الجزيرة العربية علي شيخ القافلة و علي بائع الجمال وهم قوم من سلالة بني هلال ينضوي إليهم عرب نجد المقيمون في بغداد ) أنظر :  كليفورد.أ. بوزورث : الأسرات الحاكمة ، ص 87.

([55]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 121.  وكذلك :  عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 244.

([56]) ابن خلدون : تاريخ ابن خلدون ، م4، ص 311.

([57]) ابن الأثير : الكامل ، جـ6 ، ص 29.

([58]) ابن العبري : تاريخ الزمان ، ص 93.

([59]) عماد الدين خليل : المرجع السابق ، ص 114. وكذلك : محمد الخضري بك : المرجع السابق ، ص 565.

([60]) ابن الأثير : الكامل ، جـ 6 ، ص 43.

([61]) ابن العبري : الزمان ، ص 93.

([62]) ابن الأثير : الكامل ، جـ6 ، ص 45-46. وكذلك : ابن خلدون : تاريخ ابن خلدون ، م4، ص 312.

  ([63]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 215.

 ([64]). محمد أمين زكي : دول وإمارات ، المرجع السابق ، ص 115.

([65]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 176. وكذلك :  عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص215.

([66]) ابن الجوزي : المصدر السابق ، جـ7 ، ص 330

([67]) الأنطاكي : المصدر السابق ، ص 115.، محمد حسين الزبيدي : العراق في العصر البويهي ، دار النهضة العربية ، القاهرة ، 1969،    ص 77.

  ([68]). أبو الفدا : المصدر السابق ، جـ2 ، ص 106.

  ([69]). ابن الأثير : الكامل ، جـ5 ، ص 345.

  ([70]). الأنطاكي : المصدر السابق ، ص 207-208.

([71]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 128.

([72]) ابن خلدون : تاريخ ابن خلدون ، م4، ص 251. عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 119.

([73]) أخلاط : مدينة تقع في قصبة أرمينية الوسطي وهي في طرف البحيرة (بحيرة وان) الغربي وهي مدينة سهلية تنتشر بها البساتين وعليها حصن ولها جامع والبرد فيها قارس ويطل عليها جبل كوه سيبان وتربة هذه المدينة خصبة ، راجع  : ياقوت الحموي : معجم البلدان ، جـ1، ص 407.لسترانج : بلدان الخلافة ، ص 218.

([74]) منازجرد : بلد مشهور بين أخلاط وبلاد الروم في أرمينية وأهلها من الأرمن والروم والمسلمين  وتعرف أيضاً باسم ملاز كرد ومنزكرت وملاسكرد وهي مدينة حصينة يوجد جامع مبني علي حافة سوقها وهي كثيرة البساتين وقعت بها معركة فاصلة بين الروم والمسلمين عام 463هـ أسر فيها السلاجقة الملك روماتوس الرابع وفتحوا آسيا الصغري ، راجع ياقوت الحموي : معجم البلدان ، جـ1 ، ص 648، لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص 148.

([75]) أرجيش : مدينة قديمة من نواحي أرمينية الكبري قرب أخلاط وأكثر أهلها أرمن وهي تقع علي الساحل الشمالي لبحيرة وان ويكثر القمح في نواحيها وحولها سور وتتشر بها البساتين في مناطق متفرقة منها راجع :

-ياقوت الحموي : معجم البلدان ، جـ1 ، ص 196.-كي لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص 218.

([76])بركري : بلده صغيرة شرق أخلاط علي مسيرة يوم في الجبال وبينها وبين أرجيش ثمانية فراسخ وهي علي الطريق من أرجيش إلي خوي في أذربيجان وهي قلعة حصينة في رأس الجبل ويوجد بها نهر يسير في أراضيها وتوجد بها بعض المناطق الخصبة لكناه ليست كثيرة . راجع : لسترانج : بلدان الخلافة الشرقية ، ص 218.

([77]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 61.وكذلك :  ابن الأثير : الكامل ، جـ5 ، ص 499

([78])                                                            Hugh Kennedy : OP .Cit ., P.262

([79]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 61.

([80]) عبد الرقيب يوسف: المرجع السابق ، ص 128.

([81]) ابن الأثير : الكامل ، جـ5، ص 499.

([82])                                                            Hugh Kennedy : OP .Cit ., P.262

([83]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 86

([84]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 142.

([85]) الأنطاكي : المصدر السابق ، ص 247.

([86]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 84. وكذلك :  ابن خلدون : تاريخ ابن خلدون ، م4، ص 380.

([87]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 142.

([88]) كليفورد .أ. بوزورث : المرجع السبق ، ص 88.

([89]) الفارقي  : المصدر السابق ، ص 109-110.

([90]) ابن الأثير : الكامل ، جـ6 ، ص 18-19.

([91]) أبو الفدا : المصدر السابق ، جـ2 ، ص 157-158.

([92]) ابن الأثير : الكامل ، جـ6، ص 77.

([93]) ابن العديم : زبدة الحلب بن تاريخ حلب ، جـ2 ، تحقيق سامي الدهان  ، الشام ، 1954م،  ص 136.

([94]) ابن الأثير : جـ6 ، ص 78.

([95]) ابن شداد : الإعلاق ، جـ1 ، قسم 2 ، ص 325.

([96]) كليفورد.أ.بوزورث : المرجع السابق ، ص 88.

([97]) ابن شداد : الإعلاق ، جـ2، قسم 2 ، ص 328.

([98]) ابن الأثير :الكامل ، جـ6 ، ص 172.

([99]) الاصفهاني : آل سلجوق ، ص 70.

([100])عبد الله أوجلان: مانيفستو الحضارة الديمقراطية ، القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية ص 90-94.

([101])ابن الأثير : الكامل ، جـ6 ، ص 172.

([102]) عبد الرقيب يوسف : المرجع السابق ، ص 220.  كليفورد .أ. بوزورث : المرجع السابق ، ص 55.

([103]) الكرماني : المصدر السابق ، ص 55. وكذلك :  عبد النعيم حسين : سلاجقة إيران والعراق ، الطبعة الأولي ، مكتبة النهضة المصرية ، مصر ، 1959 م ، ص 37.

([104])           Lieut – Col – P. M . Sykes – History , OP.cit .London,  1915 , P. 100.

([105]) البيهقي : تاريخ البيهقي ، ترجمة إلي العربية يحي الخشاب ، صادق نشأت ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة ، 1376هـ/1956م ،ص 663.

([106]) الفارقي : المصدر السابق ،  183.

([107]) الاصفهاني : آل سلجوق ، ص 36.

([108]) الفارقي : المصدر السابق ، ص 190-191.

([109]) البدليسي : المصدر السابق ، ص 33.

  ([110]). الأصفهاني : آل سلجوق ، ص 70

  ([111]). ابن الأثير : الباهر ، ص 12.

([112])عبد الله أوجلان: مانيفستو الحضارة الديمقراطية ، القضية الكردية وحل الأمة الديمقراطية ص 90-94.

المصدر: مركز آتون للدراسات

أضف تعليق:

بريدك الإلكتروني لن يتم نشره

قائمة الموبايل